top of page

دور المرأة المقدسية في النضال من هبة البراق الى هبة باب الاسباط

  • صورة الكاتب: O2 graphic
    O2 graphic
  • 22 مايو 2023
  • 4 دقائق قراءة

يحتفل العالم في 8 آذارمن كل عام بيوم المرأة العالمي ونحن ايضا نحتفل مع العالم بعيد المرأة الفلسطينية و في 21 اذار نحتفل بعيد الام (ونتذكر الام الفلسطينية ) وفي آخرالشهر 30 اذار نحتفل ب “يوم الارض” الفلسطينية لذلك يجب أن يترسخ لنا هذا الشهر ذهنيا واجتماعيا وأدبيا لتكريم فلسطين والمرأة الفلسطينية التي عرفت كيف تحتفل كل يوم بثباتها وصمودها، عرفت كيف تأخذ حقها من مغتصبها دون اللجوء للمواثيق والقوانين الدوليّة، عرفت كيف تصنع أعراساً واحتفالات كل يوم وهي تزف الشهداء الواحد يتلوه الآخر دون أن تحتاج لقرار المنظمات الدولية أو اعتراف الأمم المتحدة بذلك. فالمراة الفلسطينية تخوض ومنذ مائة عام حربا يومية من أجل الصمود والدفاع عن ارضها ومقدساتها فمسيرتها مستمرة منذ ان عرفت وتنبهت للعدو سارق الارض والكرم والعنب .

بدأت المرأة الفلسطينية الدخول في الحياة السياسية مبكرة جدا ومع تغلغل المشروع الصهيوني والبدء في مصادرة الاراضي والقرى عرفت أخطار الاطماع الصهيونية وتنبهت لها فخرجت عام 1893 في مظاهرة نسائية ضد مصادرة اراضي الفلاحين في قرية العفولة الفلسطينية ونقل ملكيتها للمشروع الصهيوني لبناء المستوطنات لليهود المهاجرين من الدول الاوروبية .

ولعل ثاني تحرك نسائي فلسطيني مؤثر كان في عام 1925 عندما زار بلفور مدينة القدس للمشاركة في افتتاح الجامعة العبرية وأراد زيارة البلدة القديمة والمسجد الاقصى فمنعه المسلمون والمسيحيون من دخول المسجد الاقصى وتوجهت مظاهرة حاشدة من النساء المقدسيات من الطائفتين المسلمة والمسيحية الى بيت المندوب السامي محتجات على زيارة بلفورو رافضات دخوله الى الاقصى .

وتواصل نضال المرأة المقدسية مع حدوث أول مواجهات في مدينة القدس في ثورة البراق 1929 ورغم انه كان دورها مساعدة الثوار في ذلك الوقت إلا أنه قد وقع في هذه المعركة شهداء وشهيدات من النساء المقدسيات . ثم اخذ هذا الدور النضالي ياخذ طابع العمل المنظم من مجموعة من النساء وتحول الى هيئة وكيان سياسي انبثق عنه الاتحاد النسائي العربي في مدينة القدس في 23 اغسطس آب 1929 ، ومن اهم السيدات اللواتي قدن العمل السياسي وتاسيس الاتحاد “زليخة الشهابي خديجة الراغب الحسيني ونعمتي جمال الحسيني وطرب عوني عبد الهادي وكاترين شكري ديب وفطوم كمال البديري وغيرهن ، وكان الهدف من إنشاء هذا الاتحاد هو مناهضة الانتداب البريطاني والوقوف في وجه الاستيطان الصهيوني ، بجانب وجود أنشطة أخرى انسانية واجتماعية للاتحاد ، وخلال انتفاضة 1933 شاركت في شهر نيسان في مظاهرة كبيرة احتجاجية على زيارة مسؤولين بريطانين الى البلاد اللورد اللنبي واللورد سنتون الى مدينة القدس ورغم هطول الامطار في ذلك اليوم استمرت المظاهرة النسائية بالمضي والهتاف تندد وترفض التدخل الاجنبي

وقد كان للمرأة دور هام، في ثورة 1936 عن طريق نقل الأخبار، والرسائل، والتحريض على المقاومة ، وإخفاء الثوار، واسعاف المصابين ومداوة جروحهم ، وقد شهدت هذه الثورة سقوط الشهيدة فاطمة غزال. ،

في الفترة من 1939 إلى 1947 كان للمرأة الفلسطينية دور مهم في الحياة السياسية، والعسكرية، وذلك من خلال مشاركتها في الأحداث التي وقعت بين العرب واليهود خاصة بعد قرار تقسيم فلسطين. وقد كانت المرأة الفلسطينية حلقة الوصل بين الثوار، وفي خلال هذه الفترة ظهرت بعض الجمعيات، والاتحادات النسوية، وعندما حلت النكبة عام 1948ورأت بعينيها اثار التهجير واحتلال المدن الفلسطينية وغرب القدس وانشطارها عن كامل المدينة واقتلاع الآلاف من الفلسطينيين من بيوتهم ، ادركت المرأة الفلسطينية هول النكبة وعمق المأساة، الأمر الذي عزز لديها الشعور بالانتماء للوطن ، مما دفع لتطور مستوى مشاركتها في العمل السياسي والكفاحي. وكانت نكسة 1967 وضياع الضفة الغربية والقدس ووقوعهم تحت الاحتلال الصهيوني سبب في حدوث تغيير كبير في نضال المرأة المقدسية حيث خرجت من دائرة المؤسسات، وبدأت المرأة الفلسطينية تنضم إلى العمل المسلح والحركات الفدائية في فلسطين 1967،

لعبت المرأة الفلسطينية والمقدسية في الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة دورًا بارزًا حيث كان النضال السياسي في الماضي، يقتصر على النساء الناشطات فقط، لكن في هذه الانتفاضة تغير الحال، وشاركت جميع النساء، بكافة اعمارهن في اشكال القتال ، وساعدت المرأة الفلسطينية على تحرير العديد من شباب وأبطال الانتفاضة وإنقاذ أعداد كبيرة من الثوار، وتهريبهم وتوفير أماكن لهم للمبيت ، واستمر نضال المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية ( الاقصى )عام 2000 وظهر خط جديد لنضال المرأة المقدسية المرابطات والمدافعات عن الاقصى ولو انه من الظلم أن يرتبط نضالهن فقط بموضوع الرباط إذ تجاوز رباط بعضهن عشرات السنين في مصاطب العلم والتعليم وتدريس فن الصمود والمقاومة والصلاة والاعتكاف، والدفاع عن هذه المساحة الدينية والتاريخية. اما الانتفاضة الثالثة عام 2015 “انتفاضة السكاكين” والتي جاءت بعد تزايد الممارسات التعسفية والانتهاكات المستمرة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي سعت الى تصعيد عملياتها الاجرامية ضد ابناء الشعب الفلسطيني ومقدساته ، كانت المواجهة الحقيقية بين العدو والنساء وجها لوجه دون خوف أو وجل لديهن الرغبة في الاستشهاد بجرأة متناهية ولعل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كانت كفيلة بأن تنقل صور الفتيات الملثمات في مواجهة قوات الاحتلال وتتصدى لهم

ووصولا الى هبة الاسباط التي تحولت الى ايقونة ثورية تمثل رمز القدس والمسجد الاقصى وشهدت القدس ومدن الضفة انتفاضة حقيقية من اجل الدفاع عن القدس ورفض وسائل التقسيم والرقابة الالكترونية ونجحوا في فرض شروطهم على المحتل، وأفشلوا مخطط تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانياً وتهويده. هذه المواجهة التاريخية التي انتصر بها المقدسي والمقدسية فوق ارضهم تعيد ثقته بنفسه وبقضيته وبقدرته على الصمود ومواجهة العدو رغم مواظبة جيش الاحتلال في القدس على مهاجمة الفتيات والاطفال والاعتداء عليهن، وضرب المرابطات وابعادهن لمدد زمنية تصل الى ستة أشهر عن باحات المسجد الاقصى ، تقول احدى المرابطات المقدسيات ” أن الرباط لا يجب أن يقتصر على عمر أو جنس معين، مطلوب من الكل أن يرابط في القدس والأقصى فتقول: ” المرأة والرجل خط دفاع أول عن المسجد الأقصى والقدس بكافة مقدساتها التجربة الأخيرة أثبتت أهمية تواجد المرأة المقدسية التي نامت على أبواب الأقصى وصحبت أولادها وزوجها هناك . ولم يثن الضرب والاعتقال والإبعاد القسري للمرابطات والناشطات المقدسيات عن الذهاب الى المسجد الاقصى والرباط فيه هن وعائلاتهن وتجهيز الطعام ومد السفرة المقدسية امام أعين جيش الاحتلال للشباب الصامدين المرابطين على ثغور وابواب المدينة .كل هذه المعطيات تظهر أن الاحتلال يسعى عبر استهداف نساء القدس، إلى ضرب تماسك العائلة المقدسية ، وتقويض قدرتها على الصمود والمواجهة ، ما يمكن من مواصلة اجراءات التهويد والأسرلة وطمس هوية المدينة ، إلا أن هذه الإعتداءات والجرائم لن تثني المرأة المقدسية عن مواصلة تحديها لكافة ممارسات الاحتلال، رغم هذا التصعيد الخطير الذي تمارسه سلطات الاحتلال وغلاة المستوطنين.

Commentaires


bottom of page