top of page

الصهيونية المدعومة من الانتداب البريطاني ودورها في إرساء دعائم الوطن القومي لليهود في فلسطين

تاريخ التحديث: ٩ يوليو ٢٠٢٣

المؤسسات الصهيونية المدعومة من الانتداب البريطاني ودورها في إرساء دعائم الوطن القومي لليهود في فلسطين 3/3


الكاتب: د.نائلة الوعري


من أقدم الجمعيات التي أنشأت في عام 1883 الجمعية اليهودية للاستعمار المعروفة باسم (البيكا BICA ) وقد أنشا هذه الجمعية رجل الأعمال اليهودي البارون إدمون دى روتشيلد الذي سعى بكل الوسائل والسبل والإحتيال المالي لشراء أراضي في فلسطين وتمليكها للفلاحين المهاجرين اليهود ، وقد تمكنت هذه الجمعية عام 1882 الاستحواذ على 25 ألف دونم ، وفي عام 1930 زاد حصولها على مزيد من الأراضي حتى وصل إلى 520 ألف حسب ما ذكرThe Survey of Palestine 1946 vol1.p. ومن المؤسسات الأخرى التي سعت لشراء الأراضي شركة تطوير الأراضي الفلسطينية التي تأسست عام 1908 التي كانت مهمتها توسيع رقعة الأراضي الزراعية اليهودية ولاحقا سهل البريطانيون لهذه الشركة الحصول على مساحات واسعة من أراضي فلسطين ومن أهمها أراضي في سهل الجولة الذي حصلت منه عام 1934 على حصة تتكون من 165 ألف دونم هذا غير المساحة التي حصلت عليها في قضاء بئر السبع والتي تبلغ 25,351 دونم . الصندوق القومي اليهودي (الكيرن كايمت ) الذي تاسس عام 1901 وحددت مهمته في ذلك الوقت باستملاك اراض في سوريا وفلسطين ولكنه لم يستطع الحصول الا على 184 دونم مما سعى الصنوق بعد أن وجه له انتقاد لتقاعسه في الحصول على اراضي للاستيطان الى البنك البريطاني في فلسطين ليقوم بمساعدته بمصادرة اراضي فلاحين عرب عجزوا عن سداد ديونهم للبنك بوضع اراضيهم للبيع في المزاد العلني ليحصل الصندوق عليها . هذا مما مكنه من الحصول على كثير من الاراضي المرهونة للبنك بطرق الاحتيال والرشوة والاستيلاء بالقوة . الصندوق الفلسطيني التأسيسي (الكيرن هايسود) أنشأ عام 1920 عقب انتهاء مؤتمر لندن الصهيوني واكتمل بتأسيسه بناء القوة المالية الصهيونية لاكمال ما يتعلق بانشاء الوطن القومي اليهودي وكانت مهمته شراء الاراضي عن طريق توجيه النداءات وجمع الهبات من اليهود الاثرياء ، وتثبيت دعائم الاستيطان اليهودي وتوفير الحماية والرعاية للمستوطنين . وخلاف هذه المؤسسات السابقة الذكر كان هناك مؤسسات اخرى كان لها دور هام في الاستيطان وتكوين البنية التحتية (الاتحاد العام للعمال اليهود في فلسطين) (الهستدروت ) تاسس الاتحاد في العام 1920 من العمال اليهود المهاجرين والعاملين في الجمعيات التعاونية التي انشأت فوق أرض فلسطين وكانت مهمته ايضا خلق الاستيطان وتنشيط الهجرة واختيار المهاجرين من الشباب وتدريبهم على الزراعة لتمكينهم من جلب عائلاتهم لاحقا . وغيرها من المؤسسات مثل الكومونولث الأمريكية الصهيونية ، شركة المغارس الفلسطينية و( جمعية المكابيين ) وشركة (بيزرا عيليا ) المرجع* (هند البديري) أراضي فلسطين ، القاهرة 1998 البنوك البريطانية التي كان يشكل المال اليهودي المودع بها الرسمايل البريطانية وتدار بايدي خبراء المال اليهودي شكلت هذه الرساميل حجر الاساس في تمكين الصهيونية من تحقيق حلمها هذا عدا عن الحملات الاعلامية التي قام بها (وايزمان والفرد موند واسرائيل كوهين ) في انحاء أوروبا وأمريكا وتمكنوا من جمع أموال ضخمة بهدف تحقيق حلم اليهود بالعودة الى ارض الميعاد واقامة وطن قومي في فلسطين الاستثمارات المالية فقد قام بها الاثرياء اليهود في فلسطين خاصة بعد أن استطاعت حكومة الانتداب البريطانية عبر قانون الشركات أن تفتح أبواب فلسطين على مصرعيها لعمليات النهب الرأسمالي المنظم حتى وصل عدد البنوك التي تعمل في فلسطين 106 بنكاً حتى عام 1935 منها 93 بنكاً يهودياً مسجل بموجب قانون الشركات واكبر هذه البنوك كان بنك Anglo Palestine Company ( البنك الانجليزي الفلسطيني ) (وبنك كريدي ليونيه ) هذا غير المؤسسات الصهيونية التي أوكلت مشاريعها للوكالة اليهودية لمساعدتهم في توسيع المستوطنات وجلب المزيد من اليهود وتمكينهم من الأراضي وإنشاء المستوطنات الزراعية وتأمين السكن للمهاجرين بالاستيلاء على بيوت الفلسطينيين العرب وقراهم بالقتل ( المجازر التي ارتكبت من أجل الترهيب والتخويف والهرب . ففي عام 1940 نشرت جريدة فلسطين العدد 873 خبر تسجيل 43 شركة لغرض شراء الاراضي في تل ابيب برأس مال يبدأ من 40 الف جنيه وفي عام 1943 ونشرت نفس الجريدة خبر آخر تشير الى أسماء هذه الشركات الخصوصية بمقتضى قانون الشركات الذي وضعته حكومة الانتداب . ومن هذا نستنتج أن الركيزة الأساسية التي تبنتها الصهيونية لإقامة كيانها العنصري بدأت بالاستيلاء على الأرض للتغلغل في المجتمع الفلسطيني وفوق الأرض الفلسطينية ويتماشى مع الاستيلاء على الأرض الهجرة اليهودية التي تحدثت عنها في كتابي دور القنصليات الأجنبية . ولم يتوقف بيع أراضي فلسطين على ما ذكرت في الثلاث مقالات السابقة .فهذه ليست كل القصة فهناك ادوار أخرى خطيرة لشخصيات وملاك أراضي عرب ووافدين وسماسرة ساعدوا في عمليات نقل مساحات واسعة من ارض فلسطين



Comments


bottom of page