شهدت فلسطين ومدينة القدس في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر طوفاناً من الأوروبيين، من جميع الأجناس والمذاهب المسيحية. شملت نشاطاتهم تأسيس الجمعيات الخيرية والتبشيرية والمدارس الخاصة والعمل الصحفي والدبلوماسي والتنقيب عن الآثار والاتصال بالأهالي ودراسة عاداتهم وثقافتهم، بل رسمهم أيضاً. وكان جلياً وواضحاً كيف اندفعت وزارة الحرب البريطانية لإرسال ضباطها تحت غطاء الدراسة والاستكشاف لرسم خرائط للمنطقة من مصر إلى فلسطين، فيما دعاة مشروع التوطين يتحركون بين العواصم الأوروبية ومراكز الكثافة اليهودية وفلسطين لتشجيع الهجرة اليهودية وبناء المستوطنات الزراعية. ثم جاءت مذابح اليهود الروس في عيد فصح عام 1881م، لتدفع بعض العائلات اليهودية إلى الساحل الفلسطيني. وفي عام 1882م، أسست عشرون عائلة يهودية روسية مستعمرة ريشون لصهيون Rishon-le-Zion أو “الأولى في صهيون” قرب مدينة يافا. كان جلّ المساعدات المالية التي وصلت للمستعمرين الأوائل تعود في مصدرها إلى فرع عائلة روتشيلد الفرنسية، التي قدمت المال بدوافع يهودية خيرية بحتة، إذ لم يكن المشروع الصهيوني قد ضرب بجذوره بعد في الأوساط اليهودية، رغم ظهور بعض النشاطات الفكرية والثقافية بين يهود فرنسا بالذات. وكان الحاخامات اليهود في مدينة القدس أكثر المعارضين لموجة الاستيطان الأولى، حرصاً منهم على عدم الإخلال بعلاقة يهود فلسطين العثمانيين بأهالي فلسطين أو بالحكومة العثمانية.
استشعر السلطان عبد الحميد منذ البداية مخاطر ازدياد التوجه اليهودي نحو فلسطين وارتفاع وتيرة النشاطات الغربية فيها، فأصدر أمراً في عام 1885م، يمنع إقامة أية مستعمرات يهودية جديدة. وفي عام 1887م، أعلن البابا العالي ترتيباً إدارياً جديداً لبلاد الشام، فصل فيه سنجق القدس عن ولايات بلاد الشام وربطه مباشرة بالآستانة. ورغم استخدام الرشوات وجميع أنواع الحيل، في حقبة لم تكن مسألة الهجرات بين الدول فيها بالصعوبة التي هي عليه الآن، لم تستطع الفعاليات اليهودية حتى نهاية حقبة الثمانينات من تأسيس أكثر من 22 مستعمرة بلغ عدد سكانها خمسة آلاف نسمة فقط، على أرض بلغت 76000 هكتاراً. وكانت جمعية شوفيف صهيون Choveve Zion Society تقوم بالدور الرئيس في جلب اليهود إلى فلسطين.
تعود بدايات الفكر الصهيوني اليهودي إلى أجواء فرنسا الثقافية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولم تربطها أية صلات ذات أهمية بحملة المشروع الصهيوني البريطانية من البروتستانت. وفي فرنسا بالذات حصل اليهود على حقوق المواطنة منذ زمن مبكر، وقبل أية دولة قومية أوروبية أخرى، وذلك بقرار الجمعية الدستورية الفرنسية في عام 1791م. وفي سنوات الثورة، نشأ موسى هسMoses Hess يهودياً فرنسياً متنوراً، أي داعية لتحرّر اليهود في مواطنهم الأوروبية واندماجهم بتيار المجتمع العام، وذلك في مقابل تيارات يهودية متدينة، كانت ترفض الاندماج وتدعو للمحافظة على التقاليد اليهودية. ولكن اصطراع القرن التاسع عشر بالحركات القومية الناشئة على المسرح الأوروبي حول هس إلى يهودي قومي. وفي عام 1862م، نشر كتابه “روما والقدس: آخر مسألة قومية”، مجادلاً فيه للتميّز القومي اليهودي، وداعياً إلى توجه اليهود للإقامة على ضفتي الأردن. رافق هس في الحقبة نفسها حاخام يهودي ألماني هو هيرش كاليشر Hirsch Kalischer الذي نشر كتاباً آخر باسم “مسألة صهيون”. كان كاليشر تلمودياً وكانت دوافعه أقرب إلى ردّ الفعل على ظهور الدعوات والنشاطات “اللاسامية” الأوربية منها إلى الدوافع القومية الحديثة. وقد دعا مؤتمر للحاخامات اليهود لإحياء فكرة العودة إلى فلسطين، كما كتب رسائل إلى موسى مونتفيور وإلى روتشيلد، داعياً إياهما لتمويل مشاريع استيطان فلسطين.
ومن مجموعة نشاطات صغيرة متفرقة في أوساط اليهود الفرنسيين، تشكل في باريس التحالف الإسرائيلي العالمي Alliance Unveiselle Isrealite لمساندة دعوات التوجه إلى فلسطين. وقام التحالف في عام 1870م بتأسيس مدرسة للتدريب الزراعي في مدينة حيفا، كما بدأ في إصدار صحيفة تحت اسم هاشاحار Ha Shahar أو “الفجر”. وبعد صدور الصحيفة بثلاث سنوات، نشر موسى ليلنبوم Moses Lileinblum، أحد محرريها، كتابه “إعادة ولاة الشعب اليهودي في بلاد أجداده”. كما شهدت التجمعات اليهودية الروسية عقب مذابح عيد الفصح قيام العديد من الجمعيات والتجمعات اليهودية المحلية المختلفة التوجّه، ولكنها اتحدت جميعاً في الإحساس بأزمة الوجود اليهودي داخل روسيا الأرثوذكسية. وكان كتاب ليوبنسكر Pinsker، الطبيب اليهودي من أوديسا، “التحرر الذاتي” الذي صدر في عام المذبحة ذاته نتاجاً لأجواء الأزمة نفسها. وخلافاً لكتابات هيرش كاليشر، حمل الكتاب نفساً قومياً غربياً، مؤكداً على ضرورة إقامة “الأمة اليهودية الحية” كخلاص لليهود.
على أنّ تلك النشاطات والتجمعات والكتابات كانت ضئيلة الأثر ولم تكن تمثّل تياراً ذا فعالية في أوساط اليهود الأوروبيين، وخاصة يهود غرب القارة الذين بدءوا يتمتعون بنتائج قوانين المساواة والمواطنة التي توالت الصدور في معظم الدول الغربية الواحدة منها بعد الأخرى. وحتى نهاية الحرب الأولى، كان اليهود الروس الذين هاجروا إلى بريطانيا وبقية غرب أوروبا وإلى الولايات المتحدة أضعاف أولئك الذين وصلوا إلى فلسطين. وكان نشطاء الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين فئة منعزلة ووجهت بعداء من الطوائف اليهودية في دول الغرب الأوروبي، في حين فتحت لهم أبواب صنّاع السياسة والرأي العام في بريطانيا بالذات.
في نهاية عام 1894م، ضجت باريس بأصداء محاكمة درايفوس الضابط الفرنسي اليهودي الصغير، الذي مات بعدها بسنوات، وهو لا يدرك أبعاد الضجة التي أحاطت به. وقد تحولّت المحاكمة من مجرد حدث عابر، واتهام بالتجسس لصالح دولة أجنبية (ألمانيا)، إلى صراع بين أنصار الحقوق المدنية وعلى رأسهم إميل زولا والتيار الفرنسي المعادي لليهود، وذلك بعد مائة عام على إعلان الحقوق الفرنسي. تابع أحداث القضية وأصداءها، كمراسل لصحيفة نمساوية يهودية، نمساوي شاب هو ثيودور هرتسل Herzl (1860- 1903م). لم يكن هرتسل صهيونياً قومياً ولا يهودياً متديناً، فقد نشأ لأسرة يهودية نمساوية ثرية في مدينة فيينّا، التي كانت في ذلك الوقت أكثر مدن أوروبا ليبرالية فيما يتعلق باليهود. ورغم أنه قرأ كتابات دوهرنغ Duhring وهو في الثانية والعشرين من عمره، الداعية إلى مصادرة حقوق اليهود المدنية، إلاّ أنّ ذلك لم يترك لديه أثراً كبيراً. بل اعترف بعد صدور كتابه “الدولة اليهودية” أنه لم يكن قد قرأ كتابات هس وليلنبلوم، وأنه لو عرف بها لما عكف على كتابة نصّه.
حولت تجرية محاكمة درايفوس اليهودي النمساوي إلى داعية للفكرة الصهيونية. وكانت أولى خطواته هي نشره للكتاب الذي اعتبر نقطة تحوّل في تاريخ اليهود الغربيين الحديث(3). تحرّك هرتسل بين أوساط الشخصيات والتجمعات اليهودية الأوروبية طوال العامين السابقين على عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897م. وقد خطر له في العام السابق على عقد المؤتمر، أن يذهب لمفاوضة السلطان العثماني على فلسطين مقابل دفع ديون الدولة العثمانية البالغة آنذاك عشرة ملايين جنيه إسترليني. ورغم تكرار زيارات هرتسل لإسطمبول التي قوبلت في النهاية برفض السلطان للعرض، إلاّ أنّ مشروع شراء فلسطين ووجُه أيضاً بالفشل في جانبه اليهودي. ذلك أنّ المرشح الرئيس لدفع المال، البارون دي روتشيلد، كان يكره أساليب عمل الصهاينة الشباب ونزوعهم القومي المتطرف. ورغم دعمه لمشروع التوطين في فلسطين، إلاّ أنه أراد للمشروع أن يمضي ببطء وهدوء، ودون انعكاسات على علاقات يهود أوروبا بدولهم. وعلى أية حال، رفض روتشيلد دفع المال.
نجح هرتسل رغم ذلك في عقد المؤتمر الأول عام في اغسطس عام 1897 في مدينة بازل سويسرا والذي تتابع انعقاده كل عام بعد ذلك. وقد بحث المؤتمر – الذي لاقى حماساً واسعاً بين يهود روسيا وأوروبا الشرقية – وسائل إقامة وطن يهودي في فلسطين
حاول هرتسل إنجاز مشروعه عن طريق الآستانة فلم ينجح، ثم حاول عن طريق غليوم الثاني بمساعدة صديقه القس وليام هكلر، بعدما لاحظ ازدياد نفوذ القيصر الألماني، ولكن غليوم لم يكن لديه لا الاستعداد ولا المصلحة في دعم المخطط الصهيوني. وفي عام 1900م فيما الفشل يلاحقه، اقترح عليه الصهاينة عقد المؤتمر الصهيوني الرابع في لندن، ومنذ ذلك الوقت توجّه اهتمام هرتسل ورفاقه إلى بريطانيا. ألقى هرتسل في مؤتمر لندن خطاباً قال فيه “من هذا المكان، ستصعد الحركة الصهيونية وتصعد إلى الأعلى. إنكلترا العظمى، إنكلترا الحرة، بعينها هي من ستساعدنا , وقد بدأ يلحظ إمكانية الالتحام بين حركته وبين مشروع الإمبريالية البريطانية، الذي كان يحمل معه تراث قرنين وأكثر من ثقافة العهد القديم، ويحمل هواجس أمن الإمبراطورية.
وقد رافق هذا التحول في التوجهات الصهيونية تصاعد الهجرة اليهودية من روسيا وأوروبا الشرقية إلى بريطانيا، مما أثار انزعاج الأوساط المحافظة، فشُكلت لجنة ملكية لتبحث في مسألة الهجرة. وفي عام 1902م، استدعت اللجنة هرتسل للشهادة أمامها، وكان الوحيد الذي قدّم لحكماء الإمبراطورية حلاً معقولاً، إذ قال “إنّ مشكلة هجرة اليهود في شرق أوروبا لن تتوقف، فأين لهؤلاء اليهود أن يذهبوا؟ إنّ الحل الوحيد أن يوجد لهم وطن يعترف به قانونياً وشرعياً كوطنهم هم”. كان أحد أعضاء اللجنة هو اللورد روتشيلد الذي لم يكن يقل معارضة للحركة الصهيونية عن قريبه في فرنسا. ولكن الاقتراح قابل لديه هوى، فوعد بمساعدة هرتسل في “أوساط الحكومة البريطانية”.
في ذلك العام كان تشمبرلين وزيراً للمستعمرات Chamberlain وآرثر بلفور قد استلم رئاسة حكومة المحافظين من قريبه اللورد سالسبري إثر استقالة الأخير، وقد دار بين الاثنين بحث طويل حول آفاق مشروع هرتسل. وبعد شهور قليلة من شهادته أمام اللجنة الملكية لشئون الهجرة، اجتمع هرتسل بتشامبرلين. كانت تلك هي المقابلة الأولى بين صهيوني يهودي ومسئول بريطاني، وهي المقابلة التي وجدت فيها رجيبنا شريف صدى لمقابلة مينا سيح بن إسرائيل وكرومويل قبل قرنين ونصف القرن، ونتج عنها عودة اليهود إلى بريطانيا
وكان تشامبرلين مسكوناً في أثناء توليه لمنصب وزير المستعمرات ليس بالمحافظة على الإمبراطورية فحسب، بل مدّ حدودها أيضاً، ومؤمناً إيماناً عميقاً بسمو العرق الأنجلو ساكسوني، وبأنه العرق الوحيد الذي سيصبح “القوة المهيمنة في التاريخ العالمي والحضارة الكونية”(7). وكان يعتقد بأنّ قدر بريطانيا أن تحكم من سمّاهم معاصره الشاعر الإنجليزي كبلنغ: The Lesser Breeds Without the Law أو “الأعراق التي لا شرع لها”. ورأى فيه مؤرخو تلك الحقبة “نبي الإمبراطورية”، حين كان كرومر في مصر وميلز في أفريقيا أدواتها وروبرتس وكتشز قادة جيوشها. في اللقاء الأول بين هرتسل وتشامبرلين، الذي عقد في 23 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1902م، عرض الزعيم الصهيوني فكرة استيطان اليهود في سيناء على حدود فلسطين قرب منطقة العريش. وكان هرتسل يأمل أنّ وجود اليهود تحت رعاية العلم البريطاني وعلى بعد كيلومترات قليلة من فلسطين سيجعل من الأرض المقدّسة بشكل تلقائي منطقة نفوذ بريطاني، مما سيهيء لليهود القفز إليها في اللحظة المناسبة. ولم يكن تشامبرلين بعيداً عن ذلك التقدير، إذ إنّ تجزئة الدولة العثمانية في دوائر الإمبراطورية أصبحت مسألة وقت ووجود اليهود على حدود فلسطين سيكون عاملاً مساعداً لضمّها إلى ممتلكات الإمبراطورية. ولذا فقد قبل تشامبرلين الفكرة، ولكنه اشترط موافقة كرومر في مصر قبل أن يحاول الحصول على موافقة الحكومة. والمؤكد أنّ تشامبرلين عرض المشروع على بلفور ورئيس حكومته، إذ إنّ الأخير ذكر فيما بعد أنه تعهد لتشامبرلين بدعمه بكل قواه، ولكنه علّق بحسٍّ صهيوني لا مثيل له قائلاً: “لقد قمت بكل جهدي لمساندة المشروع ورغم أنّ النوايا خلفه كانت خيرة، إلاّ أنه كان يعاني من خلل خطير. إنه لم يكن مشروعاً صهيونياً تماماً
غادر تشامبرلين لندن في تشرين الثاني/ نوفمبر في جولة لتفقد أملاك الإمبراطورية في أفريقيا، فيما سارع هرتسل بإرسال مبعوثين لمقابلة كرومر في القاهرة ودراسة مشروع العريش معه، كما كلّف المحامي لويد جورج، الذي سيصبح صاحب دور رئيس بعد سنوات قليلة في إعلان تصريح بلفور، كلّفه بإجراء دراسة جدوى للمشروع وخاصة فيما يتعلق بمسألة صلاحية الأرض للزراعة وإمكانية ريها. أكد هرتسل لكرومر أنّ مصر ليست هدف الصهاينة، “فقد كنّا هنا من قبل”، وأنّ فلسطين هي الهدف. ولكن كرومر الذي كان يواجه صعوبات في حل النـزاع على حدود سيناء مع الدولة العثمانية، وجد من الصعب فرض حق المواطنة لليهود – المتوقع حضورهم – على الحكومة المصرية، كما أنه أبلغ من الجانب المصري برفض فكرة تحويل مياه النيل، فأبدى فتوراً واضحاً تجاه المشروع، ورفضه رسمياً في مراسلاته مع لندن.
وفي اليوم التالي للقاء، ذاعت أنباء مذبحة يهودية في روسيا، كما تأكد فشل مشروع العريش. وعاد تشامبرلين إلى مشروع شرق أفريقيا في لقاء آخر بين الاثنين، عقد في 20 أيار/ مايو، فقبل هرتسل الفكرة. في نهاية العام، عقد المؤتمر الصهيوني السادس في بال، ورفض الحاضرون بأغلبية كبيرة خطة الاستيطان في شرق أفريقيا، كما اتهموا هرتسل بخيانة المشروع الصهيوني.
مات هرتسل واستقال تشامبرلين من منصبه الوزاري في أوقات متقاربة من نهاية عام 1903م. ولفترة قصيرة من الزمن، بدا وكأنّ الحركة الصهيونية اليهودية تواجه الحائط، فقد فشل مشروعا العريش وشرق أفريقيا، ومات زعيم الحركة ومؤسسها الذي ولم تكن هناك شخصية يهودية صهيونية أخرى بمثل صلاته وديناميكيته، مما جعل التحرك الصهيوني اليهودي يصاب بمرحلة من الهدوء والترقّب على مستوى علاقاته الدولية. ولكن الحقيقة في صورتها الكاملة كانت شيئاً آخر. إذ إنّ لقاء هرتسل بتشامبرلين ودخول الحركة الصهيونية اليهودية إلى بريطانيا جعل مشروع التوطين اليهودي في فلسطين يقف على قواعد قوية. فمن ناحية، دخل اليهود – مادة المشروع – إلى ساحته، أو على الأقل فئة منهم. ومن ناحية أخرى، كانت بريطانيا هي رحم المشروع التاريخي. ومن ناحية ثالثة، أصبح هناك ولأول مرة لقاء حقيقي وفعلي بين الطموحات الإمبريالية والتوجه اليهودي الصهيوني، فقد كان المدافعون عن وجهة النظر الصهيونية ينتشرون في دوائر الحكومة البريطانية، حتى أنّ كتشنر الذي سرعان ما تولى مسئولية وزارة الحرب نفذ صبره من سياسة الانتظار تجاه الدولة العثمانية، وأصبح يدعو صراحة لاحتلال فلسطين فوراً، “لتأمينها كجبهة حماية للموقع البريطاني في مصر وكجسر إلى الشرق وسرعان ما اندلعت نيران الحرب الأولى العالمية الاولى في نوفمبر 1914 .
Comments