top of page

أ.د. حسان حلاق: القدس عاصمة فلسطين للدكتورة نائلة الوعري وثيقة تاريخية مهمة جداً

أ.د. حسان حلاق


يعتبر كتاب الدكتورة نائلة الوعري «القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية 1908-1948» من الكتب المهمة الصادرة حديثاً في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وتعود أهميته إلى عدد من الأسباب الموضوعية منها:

1-​الموضوعات التي تتضمنها الكتاب، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الخلفية التاريخية للمدينة المقدسة “القدس الشريف” وتحصيناتها المدنية والعسكرية ونشاطها العمراني، وسكانها العرب من المسلمين والمسيحيين وبعض اليهود، فضلاً عن أوضاعها الإدارية في مختلف العصور والعهود بما فيه العهد العثماني والاحتلال البريطاني، كما حرصت الباحثة على دراسة مراكز القيادة في المدينة سواء القيادة الفلسطينية والعثمانية أو البريطانية.

ad

​وأشارت الباحثة إلى الاجماع الشعبي الفلسطيني والعربي والإسلامي على أن القدس الشريف عاصمة أبدية لفلسطين العروبة، بخلاف المواقف الاستعمارية الغربية. وقد استطاعت الدكتورة نائلة الوعري أن تقدم للقارئ والباحث العربي مجموعة مهمة من المعلومات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والعسكرية عن القدس الشريف، وهي معلومات تنشر للمرة الأولى، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي استغرق تأليفه سنوات طويلة حتى استكملت مقوماته العلمية.

2-​وتعود أهمية الكتاب أيضاً إلى المصادر والمراجع والوثائق والمستندات والمحاضر التي اعتمدت عليها الدكتورة نائلة الوعري.

​وتزداد أهمية الكتاب باعتماد الباحثة على وثائق تنشر للمرة الأولى منها على سبيل المثال:

-​دفاتر بلدية نابلس العثمانية.

-​دفاتر الجيش العثماني.

-​دفاتر الطابو العثمانية.

-​دفاتر مديرية الأوقاف العثمانية.

-​سجلات محكمة القدس الشرعية.

-​سجلات محكمة جنين الشرعية.

-​سجلات محكمة يافا الشرعية.

-​سجلات محكمة الخليل الشرعية.

-​سجلات محكمة حيفا الشرعية.

-​سجلات محكمة نابلس الشرعية.

-​وسواها من الدفاتر والسجلات والوثائق التي تنشر للمرة الأولى.

والحقيقة، فإن أهمية هذه المستندات التاريخية أنها تتضمن آلاف من الوثائق المهمة في مضامينها ومحتوياتها، وفي تأكيدها على الحق العربي في القدس الشريف وفي جميع المدن والبلدات الفلسطينية، وهي وثائق تاريخية ثابتة وموضع ثقة المؤرخين العرب والأجانب.

3-​كما تتمثل أهمية الكتاب في اعتماد الباحثة على عدد ضخم من المصادر العربية والأجنبية والدوريات المتنوعة النادرة، فضلاً عن اعتمادها على خرائط نادرة ومتنوعة، وجداول إحصائية منها جداول مهمة عن شوارع القدس الشريف، فضلاً عن صورة نادرة تنشر للمرة الأولى، كما حرصت الباحثة على وضع فهارس علمية للكتاب منها: فهرس الأعلام، وفهرس الأماكن.

4-​ويبقى مضمون الكتاب المشار إليه، مضمونا مهماً في غاية تأليفه، وفي مضمونه، وفي منهج التحليل العلمي الذي اعتمدته الباحثة لتأكيد الحق الفلسطيني والعربي ليس في القدس الشريف وحسب، وإنما في جميع مدن وبلدات ومناطق فلسطين العروبة.

كتاب الباحثة المقدسية الدكتورة نائلة الوعري «القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية 1908-1948» كتاب مهم جدير بالقراءة والاطلاع والدرس، لأن الكتاب يعتبر وثيقة تاريخية تضاف إلى أعمال الباحثة السابقة التي سبق أن أصدرتها في خلال العشرين سنة الأخيرة، ولأن الكتاب يقدم في مضامينه ومن خلال مصادره ووثائقه دراسة مهمة تتمحور حول الأسس والمرتكزات والمقومات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية والجغرافية التي امتلكتها مدينة القدس الشريف، بل وتميزت فيها على جميع المدن العربية في بلاد الشام، مما سمح لها أن تكون في مكانة الريادة والصدارة واختيارها عاصمة لفلسطين الدينية والسياسية لأنها أيضاً كانت عبر التاريخ الإسلامي والعربي والدولي تسمو في مكانتها وتألقها على كل صعيد مما جعلها حاضرة للمدن العربية والإسلامية، بل باتت تعرف بالإضافة إلى القدس الشريف باسم آخر هو “القدس المحروسة”.



Comments


bottom of page